هو حلم الطغاة والمجرمون وهو كابوس الضعفاء والمطحونون كون القانون هو العدل .. والعدل كما يقولون هو جنة المظلوم وجحيم الظالم.
به ينتصف الضعيف فيقوى وبه يرتدع الظلوم فلا يبغي .. فيكون في ذلك حماية المجتمع وأمنه وأمانه فلابد للناس والمجتمعات من القانون لصون حقوقهم ومصالحهم ومن قبلها أرواحهم وأعراضهم.
فالقانون يقوم بتنظيم وتهذيب سلوك الأفراد حفظاً لما أوريناه لا للتضييق عليهم فلا ينعم مجتمع بأمن وأمان وسلام ما لم تكن راية القانون تظلله.
فيؤدي كل فرد فيه رسالته وعمله بأمن وأمان بدلاً من التناحر والعداوة التي تنشر التخلف والجهل ويتدهور الاقتصاد بها .
ومن ثم فقد وجب على المجتمع بأسره أن يعلي من كلمة القانون حتى تكون هي العليا في تنظيم سلوك أفراد المجتمع دون تفريق أو تمايز بين جنس أو فصيل فالكل أمام القانون سواسية ليقضي فيهم بحكمهم .. هنا تطمئن أنفس الخصوم إلى أن نهر العدالة قد مر ببابهم.
وقد عرفت المجتمعات المتحضرة القوانين وأعملتها منذ القدم.
فقد عرفتها الحضارة الفرعونية التي سنت القوانين والشرائع منذ ثلاثة آلاف سنه قبل الميلاد وأقدمها قانون بوكخوريس الذي كان محل حديث العالم وجعل سولون (وهو مشرع يوناني) يذهب إلى مصر ليدرس القانون وينقل عنها وعن قانونها .
كما عرفت الحضارة اليونانية القديمة القانون وقد اعتبرت نصوصه عادات مقدسة ارتضتها الآلهة فأطلقوا عليها لفظة تميس وهي اللفظة التي كانوا يطلقونها على الآلهة.
كما كان هناك قوانين بلاد الرافدين وهي من أقدم القوانين حيث عرفت قانون (أورنمو ، وقانون لبت عشتار ، وقانون أشنونا).
كما لا ننسى شريعة (حمورابي) وهي عبارة عن جمع منقح لمواد الشرائع التي سبقتها وقد سجلها حمورابي على مسلة كبيرة من حجر الديورانت الأسود وجعل منها عدة نسخ في جميع أرجاء مملكة بابل كلوحات.
وأيضاً قانون الألواح الإثنى عشر وهو أول القوانين الرومانية المكتوبة وقد كتبت على أثنى عشر لوحاً مثبته على منصة المتحدث في المحكمة الرومانية.
وفي بلاد الهند والصين عرف قانون (أرثاشاسترا) ويرجع لأربعمائة سنة قبل الميلاد (ومانوسمريني) وترجع إلى سنة مائة ميلادية.
وهكذا فلا غناء لأي مجمّع عن القانون الذي يضبط سلوك أفراده ويهذب أفعالهم .. القانون الذي يحمي الأمم .. فالأمم تقوم على العدل كون العدل اساس الملك .. والقانون هو أبو العدل ورافده.
فتحية للقانون وأهله من مشرع وقاضي ومحقق ومحامي فهم حماة الحق وحراس العدالة .
ونحمد الله أننا في بلد يعلي من شأن القانون وأحكامه ونصوصه ومواده ويجعل الكافة سواسية أمامه ..
ولله در أميرنا سمو الشيخ / صباح الأحمد الصباح قائد الإنسانية وأميرها حين وقف ليصدح بأن:ـ
إن القوانين لم تشرع عبثاً و إنما شرعت لتحترم ، و ما وضعت الجزاءات على مخالفتها إلا لتطبق وإن كل منا مسئول عن ذلك في بيته و في عمله و في وطنه . فالقوانين وضعت لبيان الحقوق و الواجبات و تحقيق الصالح العام وأن سيادة القانون تعني المساواة بين الناس و تطبيق أحكامه على الجميع ، فعلينا ترسيخ هذا المبدأ ، و علينا أن نغرس الالتزام بالقانون و احترامه في النفوس ، و أن يكون مشرّعوا القوانين و منفذيها قدوة حسنة في الالتزام بأحكامها، ومن قبله كان جابر الخير أمير القلوب حين قال :
إن القوانين و الأنظمة وضعت لضمان حياة كريمة لكل فرد في المجتمع ، و إذا أهملت هذه القوانين ستصبح الحيــــــاة فوضى مفككة ، و ستنعدم الثقة لدى أفراد المجتمع ، و سيفقد القانون هيبته و سلطته .
ونحن في هذا الوطن نعمل جاهدين على تربية النشء منذ الصغر على احترام القانون و التمسك به و على نشر معاني الحرية و المساواة و المواطنة الصحيحة ،
فنسأل الله أن يديم علينا نعمائه وأن يظل القانون هو الحاكم والرائد
